السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعجبتني هذه القصه وحبيت انقلها لكم بأمل ان تنال اعجابكم
القصة التي سأرويها حدثت منذ زمن بعيد * حيث كان هناك رجل فقير جدا عليه ثياب ممزقة وكان يبقى بلا طعام لعدة أيام ،
و كان يجول البلاد بحثًا عن شئ يأكله أو عمل يرتزق منه * وكان الرجل الفقير تقياً يخاف الله ويحافظ على صلاته .
وفي أحد الأيام سار الرجل إلى بلدة بعيدة لعله يجد حاجته فيها و كان يسير في البلدة يطلب عملاً تارة ويطلب قوتاً تارة أخرى * وكان وقت الصلاة فسار الرجل نحو المسجد للصلاة و لأنه وصل متأخرا كان الجميع قد غادر المسجد . و اتجه نحو الركن المخصص للوضوء ليتوضأ وبعد أن توضأ وأراد الذهاب للمصلى لمح حزامًا من الجلد معلق بمسمار على الحائط فاتجه نحوه وأمسكه بين يديه و أخذ يقلبه و فتح الجيوب التي فيه فوجد في
احدها ذهب و في الاخرى مال كثير ففرح الرجل كثيرا وقال الحمد لله اخيرا ساودع الفقر واخذ الحزام و هم بالخروج ولكنه توقف لحظة و اخذ يحدث نفسه : ولكن لهذا الحزام صاحب * ولربما يبحث عنه الان * وان سكت عنه فلربما جن الرجل او مات حزنا على هذا المال الكثير * كما انه ليس لي الحق في اخذ مال ليس ملك لي * استعاذ الرجل من الشيطان وقال و الله لا اعيش بمال حرام ابدا و صلى صلاته ثم جلس في ركن الوضوء ومعه الحزام وبقي ينتظر و لم يمر وقت طويل حتى جاء رجل كان متوترا ويرتجف و يبحث عن شئ ما ثم طرح سؤاله على الرجل الفقير: هل انت هنا منذ وقت طويل .قال نعم . قال هل رأيت حزاما من الجلد كان معلقا على ذاك الحائط * قال : نعم * واين هو الان * قال الرجل الفقير هو معي * فقال الرجل :اعطنيه انه حزامي * فقال الرجل الفقير :اعطيك اياه اذا اعطيتني اوصافه لأتاكد انك صاحبه * فوصف الرجل الحزام وصفا دقيقا حتى تاكد الرجل الفقير انه صاحبه فاعاده اليه * وتفحص الرجل الحزام فوجده كما تركه ثم مد يده الى جيب الحزام واخرج بعض المال وطلب من الرجل الفقير ان ياخذه * ولكن الرجل الفقير رفض مع إلحاح الرجل الغني . وخرج الرجل الفقير واكمل جولانه في شوارع البلدة .
وبقي الرجل الفقير في البلدة لمدة خمسة اشهر وهو على حاله تلك وكان من اهل البلدة من يطعمه ومنهم من يصد عنه * وفي احد الليالي وبينما كان الرجل يسير في احد احياء البلدة اشتم رائحة طعام كانت تأتي من احد البيوت الذي كان بابه مفتوحا مما شجع الرجل الفقير على الدخول فدخل * لم يجد احدا في البيت * ولكنه وجد الطعام فجلس و رفع لقمة من ذلك الطعام وقبل ان تصل الى فمه توقف * وتعوذ من الشيطان وقال لايحق لي ان اكل من طعام لم ادعى اليه وادخل بيت لم يؤذن لي بدخوله * فاستغفر الله وغادر البيت مسرعا . وبينما هو في الطريق اذا رجل يركب حمارا يستوقفه ويساله من انت ايها الرجل * فقال فقير يطلب طعام * فنزل الرجل عن حماره و صار يتحدث الى الفقير فاعجبه ماسمع منه واعجبه تقوته وخاصة انه كان يراه في المسجد يصلي مع المصلين * واخبره انه قاضي هذه البلدة * ثم ساله : الك زوجة و اولاد؟ قال الفقير: لا ؟ * فقال القاضي :فما رأيك ان ازوجك ؟ فضحك الفقير وقال: انا لا أجد قوتي وانا وحيد فكيف ومعي زوجة * ثم انه ليس لي بيت * ومن المراة التي توافق على الزواج من رجل فقير مثلي * فقال القاضي : يوجد في هذه البلدة امرأة أرملة تعيش وحيدة في بيت تملكه و هي تملك قوت يومها ولقد كثر كلام الناس عليها فلجأت إلي لأبحث لها عن رجل تقي حسن الخلق يكف اذى الناس وكلامهم عنها واني لأراك أنت هذا الرجل * فال الفقير: أتراها توافق علي؟ قال القاضي فلنجرب * واني لسائر اليها الان فإن شئت اتيت معي فخطبتها لك * فكر الرجل قليلا ثم قال :سآتي معك فان رفضت فلن يتغير من امري شيئا.
وذهب الرجلان إلى بيت المراة وطرقا الباب فاجابت وعندما عرفت بانه القاضي فتحت الباب وسمحت للقاضي وضيفه بالدخول . لقد تعجب الرجل الفقير لانه نفس البيت الذي حدثت فيه قصة الطعام *واخبر القاضي المرأة ان الرجل الذي معه جاء خاطبا لها * فنظرت اليه وهي تتامل ثيابه الرثة الممزقة ثم طلبت القاضي في حديث منفرد وسالته : أأنت من اخترت الرجل ؟قال: القاضي نعم وانه لا يعرفك حتى اخبرته عنك وهو ليس من هذه البلدة * وهو فقير لايملك بيت ولا مال ويجول البلاد يطلب الطعام * وسألته مرة اخرى :فماذا رأيت منه ؟
قال القاضي : تقواه و صلاته وحسن حديثه * فقالت المراة : اوافق على الزواج بهذا الرجل ورجع القاضي الى الرجل واخبره بموافقة المرأة . لم يصدق الرجل ما سمع وكان سعيدا جدا حتى انه قال : اذا نتزوج الليلة .قال : القاضي بهذه السرعة * قال الرجل : لما لا ان وافقت المرأة * ووافقت المرأة * فطلب القاضي الى المرأة ان تحضر رجلين من جيرانها كشهود على الزواج فذهبت المرأة واتت بالرجلين وتم الزواج .
غادر القاضي و الرجلين البيت وبقي الزوجان معا فسألت الزوجة :هل تناولت عشاءك ؟ قال الزوج : انا لم اتذوق الطعام منذ يومين * فاتته بالطعام فاذا به نفس الطعام الذي تراجع عن اكله قبل ان يلقى القاضي * فبكى الرجل فقالت: الزوجة ما بك؟ فاخبرها بما حدث* فقالت: لاباس عليك ان الله اراد ان يكافيك بالحلال عن الحرام * فسألها : ولكن لم يكن احد بالبيت عندما دخلته؟ قالت : انها كانت تحمل بعض الطعام الى احد الجيران .
وعندما كان الصباح سألت الزوجة زوجها ؟ اتحب ان تعمل لتكسب قوتنا؟ قال : نعم * قالت : وماذا تحب ان تعمل؟ اي عمل احصل منه على المال الحلال * قالت:فما رأيك بالتجارة وتصبح تاجرا كزوجي السابق؟ قال : واين لي بالمال لأتاجر به؟ قالت : انا لدي المال و سآتيك به . وذهبت الزوجة و أتت بحزام من الجلد ؟ وسألها الزوج : ما هذا؟* قالت هو حزام تركه لي زوجي وفيه مال كثير و بعض الذهب الذي ساعطيك اياه لتتاجر به . و اخذه الرجل و بينما هو يتفحصه اذا به هو نفس الحزام الذي وجده في المسجد * وبكى مرة اخرى * وسألته الزوجة عن سبب بكائه؟ فاخبرها بقصة الحزام الذي صار سببا في غناه.
نستفيد من هذه القصة انه من يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
مما قرأت 8)