بر وعقوق الوالدين
اليوم سأتكلم عن موضوع انتشر في هذا الزمن وأصبح مألوفاً لدى الكثير وقليلاً من الناس من سلم منه ألا وهو عقوق الوالدين كثيرا من الناس نسوا أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر وذلك بعد الشرك بالله تعالى في قوله (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) [الإسراء: 23].وقال تعالى(قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاًوبالوالدين إحساناً) [الأنعام: 151].: ولها شأن عظيم لدى الله سبحانه وتعالى وكيف لا وقد قرن الله تعالى رضاه برضى الوالدين وقد عظم الله بر الوالدين ونهى عن عقوقهما بكثيراً من الأحاديث والآيات القرآنية وتساهل الناس في هذا الأمر وأنتشرت الجرائم والتعدي على الوالدين , وبعض الأبناء ينسى فضل والديه وسهرهما على راحته وتربيته بمجرد وصوله إلى منصب معين أو بمجرد زواجه فيفضل زوجته ومنصبه على أبويه ونسى أنه في يوم من الأيام سيكون أباً وسيفعل به أبنائه مثل ما فعل بوالديه فالجزاء من جنس العمل والأم لها أفضال كثيرة على الأبناء هي التي تحملت تعب الحمل تسعة أشهر وتعب والآم الولادة وتعب التربية ورضاعة الأبناء والوالدين هما سر وجود الأبناء .. يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آيات مقروناتبثلاث، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها 00
_1( وأطيعوا اللهوأطيعوا الرسول) [التغابن: 12]، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه.
_(2وأقيموا الصلاة وآتواالزكاة{البقرة: 43، فمن صلى ولم يزكِّ لم يقبل منه.
_3أن اشكر لي ولوالديك{لقمان: 14، فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه.
ولأجل ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله تعالى والإلزام ببرهما والإحسان إليهما،والتحذير من عقوقهما أو الإساءة إليهما، بأي أسلوب كان، قال الله تعالى:واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} النساء: 36، وقال تعالى:ووصينا الإنسان بوالديهحسناًالعنكبوت 8. وقال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أُمُّهُ وهناً على وهنٍ وفصاله في عامينأن اشكر لي ولوالديك إليّ المصيرلقمان 14
وإليكم هذه القصة عن عقوق الوالدين:
طلب الزوجه الغريب.
..
. شيخ كبير تجاوز السبعين من العمر أصابه مرض شديد قالت زوجة الابن الأكبر: أنا على وشك ولادة ووالدك دائماً أمامي وأشعر بإنزعاج وهو أمامي .. يعني تريد هذه الزوجة حلا لهذا الأب الكبير فاتصل الأخ الأكبر على من تحته فوافقا على أن يذهبا به إلى دارالعجزة .
أخذا معهم والدهم هو لا يدري أين سيذهب قالوا له : سنذهب بك إلى المستشفى كي يرعونك هناك وفعلاً ذهبوا به لكن إلى دار العجزة.. دخل الأب ولم يأتوا له إلا بعد شهر كامل توالت الأحزان ودمعة العينان !!!
وغضب الرب جل وتعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه { ...
ومهما فعلنا فلن نوفي لو جزء بسيط من أفضال والدينا علينا..
وتلك قصه اخرى عن بر الوالدين ...
مفاجئة عجيبةلإبراهيم ولابنه إسماعيل ...
إن إبراهيم عليه السلام ماجاءه ولد إلا بعد فتره طويلة من عمره ...بعد ما بلغ من العمر عتيا ... ويأتيهالنداء والبشارة من الله أنه سيرزق بمولود ... وتمر الأيام ويرزقه الله بذلكالمولود ويأتي إسماعيل عليه السلام ولداً لإبراهيم , ثم يأمر الله عز وجل إبراهيمبذبح ابنه .
فماذا قال ذلك الابن البار: { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنيإن شاء الله من الصابرين } عجباً لهذا البر...
عجبا لهذه الطاعة... لقداستجاب إبراهيم لأمر الله عز وجل ولكن الله أكرم الأكرمين عوضه بذبح عظيم {وفديناهبذبح عظيم } انظر إلى نتيجة البر ونتيجة الطاعة للوالدين يأتي الفرج من الله سبحانه .
لقد قرأتم هذه الكلمات اليسيرة عن عقوق الوالدين ورأيت كيف كان النبي إسماعيل بارا بوالديه نبينا إبراهيم عليه السلام
تلك هي امثله واقعيه من حياتنا .. بعضنا كان والبعض الاخر لازال ..
فهل يكون لنا في أنبياءنا أسوة ؟ ونكون بارين بهم قبل ان يتوافنا ويتوافهم الاجل ؟ !
فإذا كان الجواب بنعم .. فهيا اخي اختي ... معا لنكن كما كانوا ..
ولنعمل جاهدين على ارضاء واسعاد والدينا ..
ومن كان يتيم الام او الاب او كلاهما ... فادعو لهم بالمغفره ...
اللهم اغفرلي ولوالدي، وارحمهم كما ربياني صغيرا، واجزهم عني خير ما جزيت بهعبادك الصالحين، وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته اجمعين ...
من تأليفي